مناحل العسل الطبيعي: رحلة إلى عالم النحل وإنتاج العسل
مزارع العسل الطبيعي هي المكان حيث تجري عملية تربية النحل وإنتاج العسل، لكن هل تعرف بالضبط كيف يصنع النحل العسل؟ العملية معقدة للغاية، ومن الصعب ألا نندهش تمامًا من الطريقة التي تصنع بها هذه المخلوقات الصغيرة الذكية هذا المنتج الطبيعي المذهل.حسب بعض التقديرات، يتطلب إنتاج رطل واحد من العسل زيارة ما يقرب من 2 مليون زهرة، هذا يتطلب الكثير من العمل، خاصة عندما تجني الخلية ما يزيد عن 100 رطل في الموسم الواحد.
هذا الجهد الكبير الذي يقوم به النحل من أجل تخصيب النباتات وتغذية الإنسان أمر يستحق منا التقدير الكامل لهذه المخلوقات الرائعة، وفيما يلي جولة نرافق فيها النحل خلال مراحل رحلة عمله.
جولة في مزارع العسل الطبيعي
مناحل العسل الطبيعي هي أماكن تستحق الزيارة، وبما أن هذا الأمر يتعذر على كثيرين، دعنا نأخذكم في جولة افتراضية داخل مزرعة عسلن لاستكشاف عالم النحل المليء بالأسرار ومشاهدة مراحل إنتاج العسل.
عندما تذهب إلى مزرعة العسل يتم الترحيب بك على الفور من خلال طنين النحل اللطيف أثناء قيامه بعمله، وستجد الهواء معبأ برائحة الزهور، وترسم الألوان النابضة بالحياة للنباتات المحيطة مشهدًا خلابًا.
النحالون المتمرسون الذين لديهم شغف بمشاركة معارفهم حول النحل، سيرحبون بك ترحيبًا حارًا ويقدمونك إلى عالم تربية النحل الرائع.
الجولة في مناحل العسل الطبيعي تبدأ بإلقاء نظرة عامة على المنحل، حيث ستتعرف على الأنواع المختلفة من النحل التي تعتبر موطنًا لهذه المزرعة ودورها الأساسي في التلقيح وإنتاج العسل، مع توفير معدات الحماية، تقترب من خلايا النحل، وتشعر بمزيج من الإثارة والرهبة لكونك قريبًا جدًا من هذه الحشرات الرائعة.
بتوجيه من مضيفيك الخبراء، ستتعمق في الأعمال الداخلية لخلية النحل، وتتعجب من البنية المعقدة للمستعمرة وتنظيمها، ستشاهد رقصة النحل الساحرة أثناء تواصلهم مع بعضهم البعض من خلال حركات معقدة، مما يكسبهم تقديرًا جديدًا لذكائهم وعملهم الجماعي.
بعد ذلك، يمكنك أن تشمر عن ساعديك وتتدرب على عملية استخراج إطار العسل، مع التوجيه اللطيف، يمكنك إزالة إطارات أقراص العسل بعناية من الخلية، مع الحرص على عدم إزعاج النحل، عندما تمسك الإطارات بين يديك، سيذهلك امتلاء كل خلية سداسية بالعسل، يمتلئ الهواء بالرائحة الغنية للعسل الطازج، وتنشط حاسة التذوق لديك.
وفي النهاية يمكنك تذوق قرص العسل الطازج والعسل الذهبي، وتذوق نكهاته المعقدة وملمسه الحريري، مع كل لقمة، يتم نقلك إلى عالم من الحلاوة النقية، وهو دليل على العمل الجاد والتفاني الذي يبذله النحل ومربي النحل على حد سواء.
جمع الرحيق في مزارع العسل الطبيعي
الخطوة الأولى لصنع العسل هي العثور على بعض الزهور المنتجة للرحيق، جمع هذا السائل الحلو من الزهور هو مهمة النحلة العاملة، وهي ماهرة جدًا في ذلك، وتتم العملية على النحو التالي:
·باستخدام قرون استشعارها شديدة الحساسية، تستطيع النحلة الباحثة عن الطعام اكتشاف الرحيق على مسافة تصل إلى كيلومترين.
·تنتج الزهور الرحيق في أوقات مختلفة من اليوم، لكن النحل الذكي يعرف بالضبط الوقت الأفضل لزيارتها.
·الرحيق عبارة عن مكافأة صغيرة تستخدمها الأزهار لإغراء الحشرات بالحفر داخل أزهارها، عندما تحفر الحشرة داخل بتلات الزهرة، فإنها تحتك بالأعضاء التناسلية للزهرة، تاركة بعض حبوب اللقاح من زيارات الزهور السابقة وتلتقط بعض حبوب اللقاح. في حالة معظم النحل، يلتصق حبوب اللقاح بأجسامهم ذات الفرو. بمجرد حدوث التلقيح، يتم تحقيق هدف الزهور. بالنسبة لنحل العسل، فإن العمل قد بدأ للتو.
·تمتص النحلة الرحيق بلسانها الطويل الذي يشبه القش، ويسمى خرطومًا، وتنقله إلى كيس خاص يسمى "معدة العسل"، وإذا كانت النحلة جائعة، يمكنها فتح صمام في هذا الكيس، وتحرير بعض من الرحيق في بطنها، وهذا يمنحها الطاقة التي تحتاجها للقيام بالعمل الشاق المتمثل في الطيران من زهرة إلى زهرة.
·يمكن لنحل العسل أن يطير لمسافة تصل إلى خمسة كيلومترات بعيدًا عن خلاياه للعثور على الطعام، على الرغم من أن معظم الرحلات الجوية تكون على ارتفاع حوالي 800 متر، وعندما يمتلئ الكيس(معدة العسل)، تعود النحلة إلى الخلية حاملة حمولتها الثمينة من الرحيق.
·يمكن لجراب العسل تخزين ما يقرب من 40 ملجم من الرحيق، وهذا وزن كبير يجب حمله، نظرًا لأن النحل يزن حوالي 50 مجم فقط.
·أثناء بحثها عن الرحيق، تقوم النحلة أيضًا بجمع حبوب اللقاح على جسدها المشعر، من وقت لآخر ستتوقف عن العناية بنفسها، حيث تقوم بتعبئة حبوب اللقاح في "سلال" صغيرة على ساقيها، حبوب اللقاح مهمة لتغذية صغار النحل في الخلية.
·العسل الخام يحتوي على آثار من حبوب اللقاح، مما يمنحه خصائص خاصة تساعد على صحة الإنسان.
معالجة الرحيق في مزارع العسل الطبيعي
·يمتلك نحل العسل معدة رحيقية خاصة "معدة العسل" منفصلة عن بقية الجهاز الهضمي، بخلاف معدته الطبيعية، حيث يقوم بتخزين الرحيق، وعند عودته إلى الخلية، تبدأ إنزيمات خاصة في معدة العسل في تحليل السكريات المعقدة إلى سكريات بسيطة.
·يقوم النحل الحامل للرحيق عند عودته إلى الخلية بتقيؤ الرحيق وتمريره إلى نحلة أخرى ترتشفه في معدة العسل، مضيفة المزيد من الإنزيمات، تتكرر هذه العملية 5 مرات أو أكثر حيث يتم تمرير الرحيق من نحلة إلى أخرى قبل وضعه في قرص الشمع.
·تتولى النحلات العاملات الأصغر سنًا، والتي تسمى النحل الشغال المنزلي المسؤولية، ويمرر الرحيق من الفم إلى الفم، ثم يقوم النحل المنزلي بهضم الرحيق لمدة 30 دقيقة تقريبًا، مع إضافة إنزيم خاص يسمى الإنفرتيز، تقوم هذه المادة بتحويل السكر المركب الموجود في الرحيق السكروز إلى سكرين أبسط في شكل الجلوكوز (سكر الدم) والفركتوز (سكر الفاكهة).
·الهدف من تكرار تقيؤ الرحيق هو جعل السكريات الموجودة في الرحيق أكثر استقرارًا وأسهل في الحفاظ عليها، لأن فائض العسل الذي يتم إنتاجه مخصص لفصل الشتاء القادم، لذلك يجب أن يكون قادرًا على الاستمرار.
·يتم تمرير الرحيق من نحلة إلى أخرى حتى ينخفض محتواه الرطوبي من حوالي 70% إلى 20%. في هذه المرحلة، يأخذ النحل العسل إلى أعلى الخلية ويضعه في إحدى خلايا قرص العسل السداسية المفتوحة، يستغرق الأمر عدة قطرات صغيرة من العسل لملء خلية واحدة فقط.
التهوية والإنضاج في مناحل العسل الطبيعي
· المهمة التالية هي إنضاج العسل أو تجفيفه، يعمل النحل ليلًا ونهارًا، ويستخدم أجنحته لخلق نسيم دافئ يجفف العسل وينضجه.
·إذا كان محتوى الماء مرتفعًا جدًا، فسوف يتخمر العسل، لا يمكن أن يتلوث العسل الناضج بشكل صحيح بالفطريات أو البكتيريا، بطريقة ما يعرف النحل متى يكون العسل مناسبًا تمامًا.
·عندما يضيف النحل المزيد والمزيد من الرحيق إلى القرص، فإنه يحتاج إلى إزالة معظم الماء، وهو أمر أساسي في منع التخمر. يقوم النحل بتهوية الأقراص وتحريك الهواء عبرها لتبخير الماء.
·الرحيق الذي كان حوالي 80% ماء و 20% سكر يصبح 20% ماء و 80% سكر، عندما ينخفض المحتوى إلى أقل من 20%، يصبح أكثر سمكًا وأكثر لزوجة ويعتبر في النهاية عسلًا.
·من الناحية المثالية، سينتظر النحل حتى تصل نسبة الماء فقط من حوالي 17-18٪ ثم يقوم بتغطية الخلية بالشمع، بمجرد تغطية الخلية، نعلم أنها جاهزة للحصاد.
الختم والتخزين في مزارع العسل الطبيعي
عندما يجف العسل بدرجة كافية، يقوم النحل بإغلاق خلية قرص العسل بالشمع، مما يجعلها محكمة الغلق لحفظ العسل.
يستخدم النحل العسل المخزن لإطعام نفسه خلال فصل الشتاء، وعندما تنمو يرقات النحل الجديدة في خلايا حضنة منفصلة، تمتلئ الخلايا بالعسل استعدادًا لوصول النحل الجديد، عندما تنمو يرقات النحل وتفقس من خلاياها، يقوم نحل العسل بإطعامها بالعسل الغني بالطاقة الذي جمعته.
يتم خلط العسل مع حبوب اللقاح لتشكيل "خبز النحل" للحصول على عناصر غذائية إضافية مثل البروتين والكربوهيدرات والدهون والمعادن ومضادات الأكسدة.
الحصاد في مناحل العسل الطبيعي
يمكن للنحل أن ينتج عسلًا أكثر مما يحتاجه للحفاظ على مستعمرته خلال فترة الشتاء، لذلك يعتقد العديد من مربي النحل أن استخدام الفائض لمنفعة الإنسان لا يسبب ضررًا كبيرًا لرفاهية النحل.
آخرون يرون أن النحل عندما يؤخذ منه العسل يكون مرهقًا لأنه يتعين عليه تكوين كميات إضافية من العسل ليحل محل ما تم أخذه، بالإضافة إلى ذلك، عندما يتم أخذ عسل النحل واستبداله ببديل السكر، لا يحصل النحل على نفس التغذية التي يحصل عليها نحل العسل البري.
على الرغم من أن نحل العسل ينتج كمية من العسل أكثر مما يحتاجه، إلا أنه يجب على النحالين دائمًا أن يكونوا حريصين على عدم تناول الكثير من العسل، وإلا فقد يتضور النحل جوعًا، من الجيد دائمًا التحقق من مصدر العسل، النحالون الأخلاقيون يحبون نحلهم ويحرصون على اتباع الممارسات المستدامة.